
النظــرية البنـــائية
توضح المدرسة البنائية أن المتعلمين يبنون المعرفة الشخصية من خبرة التعلم ذاتها، لذا ينظر للتعلم كعملية نشطة ولا يمكن استقبال المعرفة من الخارج ومن ثم يجب أن يسمح للمتعلمين ببناء المعرفة ذاتياً بدلاً من تقديم المعرفة لهم عبر التعليمات والتدريس الالكترونى.
يفترض بياجيه - الذي يعتبره البنائيون هو واضع أسس نظريتهم - أن المعارف عبارة عن أبنية عقلية من ّ ظمة داخليًا، تمثل قواعد للتعامل مع المعلومات والأحداث، ويتم عن طريقها تنظيم الأحداث بصورة إيجابية. والنمو المعرفي هو تغيّر هذه الأبنية بالاعتماد على الخبرة. (محمد، ١٩٩١ م،(٤٦)
وترتكز فلسفة بياجيه على تأثير التركيب البيولوجي للإنسان على قدرته العقلية، وتأثير البيئة على تركيب الفرد. فالفرد يسعى إلى أن يستوعب البيئة التي يعيش فيها ويتكيف معها. فالذكاء شكل من أشكال التكيف المتقدم، يتطور بسرعة بواسطة عمليتي التمثيل والمواءمة. ولا يظهر الذكاء فجأة، فهو عملية توازن مستمرة، وجهد مستمر لإدخال الجديد في إطار البنيات العقلية الموجود سابقًا، وإيجاد بنيات جديدة أكثر تكام ً لا. فعملية تكوين الذكاء مستمرة من حيث أن كل خبرة يمر ﺑﻬا الفرد تساهم في نمو ذكائه. (بياجيه (مترجم)، ١٩٩١ م، ٢٩
ويرى بياجيه أن الذكاء هو الأفعال التي تبرهن على قدرتنا على التكيّف في المواقف الجديدة. فبالقدر الذي ينبثق فهمنا لهذه المواقف من بنياتنا العقلية، التي تستوعب وتحوّل المعلمومات الحسية، ( فإن طبيعة تفاعلنا مع البيئة تكون محدّدة مسبقًا بمستوى بنياتنا العقلية. (سليم، ١٩٨٥ م، ٢٤)
ويمكن تلخيص تعريف النظرية البنائية للتعلم بأنه يعني التكيفات الناتجة في المنظومات المعرفية الوظيفية للفرد، والتي تحدث لمعادلة التناقضات الناشئة من تفاعله مع معطيات العالم . (زيتون،( ١٩٩٢ م، ٣٢ )أن المتعلمين يبحثون بفاعلية عن المعلومات للوصول إلى (James, ويرى جيمس ( 1980) الاستقرار العقلي المعرفي، فهم يأتون إلى المدرسة بمعارف وخبرات ومهارات ومعتقدات ومفاهيم تفسّر ما يدور حولهم، وهي تؤثر على كل ما يتلقونه في المدرسة من معارف جديدة ، حتى إن الأطفال الصغار -بل والمواليد- يعدّون متعلمين نشطين في بيئاﺗﻬم، إذ يبنون خبراﺗﻬم بتفاعلهم مع الأشياء، وينقلوﻧﻬا إلى سياقات تعّلم في مواقف حياتية جديدة ﺑﻬدف استجلاء غموض العالم الذي يعيشون فيه. (ابن سلمة، ١٤٢٣ هـ)
